أيّوبَ 14

1 «الإنسانُ مَوْلودُ المَرأةِ، قَليلُ الأيّامِ وشَبعانُ تعَبًا. 2 يَخرُجُ كالزَّهرِ ثُمَّ يَنحَسِمُ ويَبرَحُ كالظِّلِّ ولا يَقِفُ. 3 فعلَى مِثلِ هذا حَدَّقتَ عَينَيكَ، وإيّايَ أحضَرتَ إلَى المُحاكَمَةِ معكَ. 4 مَنْ يُخرِجُ الطّاهِرَ مِنَ النَّجِسِ؟ لا أحَدٌ! 5 إنْ كانتْ أيّامُهُ مَحدودَةً، وعَدَدُ أشهُرِهِ عِندَكَ، وقَدْ عَيَّنتَ أجَلهُ فلا يتَجاوَزُهُ، 6 فأقصِرْ عنهُ ليَستَرِحْ، إلَى أنْ […]

أيّوبَ 15

أليفاز التيماني 1 فأجابَ أليفازُ التَّيمانيُّ وقالَ: 2 «ألَعَلَّ الحَكيمَ يُجيبُ عن مَعرِفَةٍ باطِلَةٍ، ويَملأُ بَطنَهُ مِنْ ريحٍ شَرقيَّةٍ، 3 فيَحتَجَّ بكلامٍ لا يُفيدُ، وبأحاديثَ لا يَنتَفِعُ بها؟ 4 أمّا أنتَ فتُنافي المَخافَةَ، وتُناقِضُ التَّقوَى لَدَى اللهِ. 5 لأنَّ فمَكَ يُذيعُ إثمَكَ، وتَختارُ لسانَ المُحتالينَ. 6 إنَّ فمَكَ يَستَذنِبُكَ، لا أنا، وشَفَتاكَ تشهَدانِ علَيكَ. 7 […]

أيّوبَ 16

أيوب 1 فأجابَ أيّوبُ وقالَ: 2 «قد سمِعتُ كثيرًا مِثلَ هذا. مُعَزّونَ مُتعِبونَ كُلُّكُمْ! 3 هل مِنْ نِهايَةٍ لكلامٍ فارِغٍ؟ أو ماذا يُهَيِّجُكَ حتَّى تُجاوِبَ؟ 4 أنا أيضًا أستَطيعُ أنْ أتَكلَّمَ مِثلكُمْ، لو كانتْ أنفُسُكُمْ مَكانَ نَفسي، وأنْ أسرُدَ علَيكُمْ أقوالًا وأُنغِضَ رأسي إلَيكُمْ. 5 بل كُنتُ أُشَدِّدُكُمْ بفَمي، وتَعزيَةُ شَفَتَيَّ تُمسِكُكُمْ. 6 «إنْ تكلَّمتُ […]

أيّوبَ 17

1 «روحي تلِفَتْ. أيّامي انطَفأتْ. إنَّما القُبورُ لي. 2 «لولا المُخاتِلونَ عِندي، وعَيني تبيتُ علَى مُشاجَراتِهِمْ. 3 كُنْ ضامِني عِندَ نَفسِكَ. مَنْ هو الّذي يُصَفِّقُ يَدي؟ 4 لأنَّكَ مَنَعتَ قَلبَهُمْ عن الفِطنَةِ، لأجلِ ذلكَ لا ترفَعُهُمُ. 5 الّذي يُسَلِّمُ الأصحابَ للسَّلبِ، تتلَفُ عُيونُ بَنيهِ. 6 أوقَفَني مَثَلًا للشُّعوبِ، وصِرتُ للبَصقِ في الوَجهِ. 7 كلَّتْ عَيني […]

أيّوبَ 18

بلدد الشوحي 1 فأجابَ بلدَدُ الشّوحيُّ وقالَ: 2 «إلَى مَتَى تضَعونَ أشراكًا للكلامِ؟ تعَقَّلوا وبَعدُ نَتَكلَّمُ. 3 لماذا حُسِبنا كالبَهيمَةِ، وتَنَجَّسنا في عُيونِكُم؟ 4 يا أيُّها المُفتَرِسُ نَفسَهُ في غَيظِهِ، هل لأجلِكَ تُخلَى الأرضُ، أو يُزَحزَحُ الصَّخرُ مِنْ مَكانِهِ؟ 5 «نَعَمْ! نورُ الأشرارِ يَنطَفِئُ، ولا يُضيءُ لهيبُ نارِهِ. 6 النّورُ يُظلِمُ في خَيمَتِهِ، وسِراجُهُ فوقَهُ […]

أيّوبَ 19

أيوب 1 فأجابَ أيّوبُ وقالَ: 2 «حتَّى مَتَى تُعَذِّبونَ نَفسي وتَسحَقونَني بالكلامِ؟ 3 هذِهِ عشَرَ مَرّاتٍ أخزَيتُموني. لَمْ تخجَلوا مِنْ أنْ تحكِروني. 4 وهَبني ضَلَلتُ حَقًّا. علَيَّ تستَقِرُّ ضَلالَتي! 5 إنْ كنتُم بالحَقِّ تستَكبِرونَ علَيَّ، فثَبِّتوا علَيَّ عاري. 6 فاعلَموا إذًا أنَّ اللهَ قد عَوَّجَني، ولَفَّ علَيَّ أُحبولَتَهُ. 7 ها إنّي أصرُخُ ظُلمًا فلا أُستَجابُ. […]

أيّوبَ 20

صوفر النعماتي 1 فأجابَ صوفرُ النَّعماتيُّ وقالَ: 2 «مِنْ أجلِ ذلكَ هَواجِسي تُجيبُني، ولِهذا هَيَجاني فيَّ. 3 تعييرَ توبيخي أسمَعُ. وروحٌ مِنْ فهمي يُجيبُني. 4 «أما عَلِمتَ هذا مِنَ القَديمِ، منذُ وُضِعَ الإنسانُ علَى الأرضِ، 5 أنَّ هُتافَ الأشرارِ مِنْ قريبٍ، وفَرَحَ الفاجِرِ إلَى لَحظَةٍ! 6 ولَوْ بَلَغَ السماواتِ طولُهُ، ومَسَّ رأسُهُ السَّحابَ، 7 كجُلَّتِهِ […]

أيّوبَ 21

أيوب 1 فأجابَ أيّوبُ وقالَ: 2 «اِسمَعوا قَوْلي سمعًا، وليَكُنْ هذا تعزيَتَكُمْ. 3 اِحتَمِلوني وأنا أتَكلَّمُ، وبَعدَ كلامي استَهزِئوا. 4 أمّا أنا فهل شَكوايَ مِنْ إنسانٍ، وإنْ كانتْ، فلماذا لا تضيقُ روحي؟ 5 تفَرَّسوا فيَّ وتَعَجَّبوا وضَعوا اليَدَ علَى الفَمِ. 6 «عندما أتَذَكَّرُ أرتاعُ، وأخَذَتْ بَشَري رِعدَةٌ. 7 لماذا تحيا الأشرارُ ويَشيخونَ، نَعَمْ ويَتَجَبَّرونَ قوَّةً؟ […]

أيّوبَ 22

أليفاز التيماني 1 فأجابَ أليفازُ التَّيمانيُّ وقالَ: 2 «هل يَنفَعُ الإنسانُ اللهَ؟ بل يَنفَعُ نَفسَهُ الفَطِنُ! 3 هل مِنْ مَسَرَّةٍ للقديرِ إذا تبَرَّرتَ، أو مِنْ فائدَةٍ إذا قَوَّمتَ طُرُقَكَ؟ 4 هل علَى تقواكَ يوَبِّخُكَ، أو يَدخُلُ معكَ في المُحاكَمَةِ؟ 5 أليس شَرُّكَ عظيمًا، وآثامُكَ لا نِهايَةَ لها؟ 6 لأنَّكَ ارتَهَنتَ أخاكَ بلا سبَبٍ، وسَلَبتَ ثيابَ […]

أيّوبَ 23

أيوب 1 فأجابَ أيّوبُ وقالَ: 2 «اليومَ أيضًا شَكوايَ تمَرُّدٌ. ضَربَتي أثقَلُ مِنْ تنَهُّدي. 3 مَنْ يُعطيني أنْ أجِدَهُ، فآتيَ إلَى كُرسيِّهِ، 4 أُحسِنُ الدَّعوَى أمامَهُ، وأملأُ فمي حُجَجًا، 5 فأعرِفُ الأقوالَ الّتي بها يُجيبُني، وأفهَمُ ما يقولُهُ لي؟ 6 أبِكَثرَةِ قوَّةٍ يُخاصِمُني؟ كلّا! ولكنهُ كانَ يَنتَبِهُ إلَيَّ. 7 هنالِكَ كانَ يُحاجُّهُ المُستَقيمُ، وكُنتُ أنجو […]