أيّوبَ 4

أليفاز التيماني 1 فأجابَ أليفازُ التَّيمانيُّ وقالَ: 2 «إنِ امتَحَنَ أحَدٌ كلِمَةً معكَ، فهل تستاءُ؟ ولكن مَنْ يستطيعُ الِامتِناعَ عن الكلامِ؟ 3 ها أنتَ قد أرشَدتَ كثيرينَ، وشَدَّدتَ أياديَ مُرتَخيَةً. 4 قد أقامَ كلامُكَ العاثِرَ، وثَبَّتَّ الرُّكَبَ المُرتَعِشَةَ! 5 والآنَ إذ جاءَ علَيكَ ضَجِرتَ، إذ مَسَّكَ ارتَعتَ. 6 أليستْ تقواكَ هي مُعتَمَدَكَ، ورَجاؤُكَ كمالَ طُرُقِكَ؟ […]

أيّوبَ 5

1 «اُدعُ الآنَ. فهل لكَ مِنْ مُجيبٍ؟ وإلَى أيِّ القِدّيسينَ تلتَفِتُ؟ 2 لأنَّ الغَيظَ يَقتُلُ الغَبيَّ، والغَيرَةَ تُميتُ الأحمَقَ. 3 إنّي رأيتُ الغَبيَّ يتأصَّلُ وبَغتَةً لَعَنتُ مَربِضَهُ. 4 بَنوهُ بَعيدونَ عن الأمنِ، وقَدْ تحَطَّموا في البابِ ولا مُنقِذَ. 5 الّذينَ يأكُلُ الجَوْعانُ حَصيدَهُمْ، ويأخُذُهُ حتَّى مِنَ الشَّوْكِ، ويَشتَفُّ الظَّمآنُ ثَروَتَهُمْ. 6 إنَّ البَليَّةَ لا تخرُجُ […]

أيّوبَ 6

أيوب 1 فأجابَ أيّوبُ وقالَ: 2 «لَيتَ كربي وُزِنَ، ومُصيبَتي رُفِعَتْ في المَوازينِ جميعَها، 3 لأنَّها الآنَ أثقَلُ مِنْ رَملِ البحرِ. مِنْ أجلِ ذلكَ لَغا كلامي. 4 لأنَّ سِهامَ القديرِ فيَّ وحُمَتَها شارِبَةٌ روحي. أهوالُ اللهِ مُصطَفَّةٌ ضِدّي. 5 هل يَنهَقُ الفَرا علَى العُشبِ، أو يَخورُ الثَّوْرُ علَى عَلَفِهِ؟ 6 هل يؤكلُ المَسيخُ بلا مِلحٍ، […]

أيّوبَ 7

1 «أليس جِهادٌ للإنسانِ علَى الأرضِ، وكأيّامِ الأجيرِ أيّامُهُ؟ 2 كما يتَشَوَّقُ العَبدُ إلَى الظِّلِّ، وكما يتَرَجَّى الأجيرُ أُجرَتَهُ، 3 هكذا تعَيَّنَ لي أشهُرُ سوءٍ، ولَيالي شَقاءٍ قُسِمَتْ لي. 4 إذا اضطَجَعتُ أقولُ: مَتَى أقومُ؟ اللَّيلُ يَطولُ، وأشبَعُ قَلَقًا حتَّى الصُّبحِ. 5 لَبِسَ لَحميَ الدّودُ مع مَدَرِ التُّرابِ. جِلدي كرِشَ وساخَ. 6 أيّامي أسرَعُ مِنَ […]

أيّوبَ 8

بلدد الشوحي 1 فأجابَ بلدَدُ الشّوحيُّ وقالَ: 2 «إلَى مَتَى تقولُ هذا، وتَكونُ أقوالُ فيكَ ريحًا شَديدَةً؟ 3 هل اللهُ يُعَوِّجُ القَضاءَ، أو القديرُ يَعكِسُ الحَقَّ؟ 4 إذ أخطأَ إليهِ بَنوكَ، دَفَعَهُمْ إلَى يَدِ مَعصيَتِهِمْ. 5 فإنْ بَكَّرتَ أنتَ إلَى اللهِ وتَضَرَّعتَ إلَى القديرِ، 6 إنْ كُنتَ أنتَ زَكيًّا مُستَقيمًا، فإنَّهُ الآنَ يتَنَبَّهُ لكَ ويُسلِمُ […]

أيّوبَ 9

أيوب 1 فأجابَ أيّوبُ وقالَ: 2 «صَحيحٌ. قد عَلِمتُ أنَّهُ كذا، فكيفَ يتَبَرَّرُ الإنسانُ عِندَ اللهِ؟ 3 إنْ شاءَ أنْ يُحاجَّهُ، لا يُجيبُهُ عن واحِدٍ مِنْ ألفٍ. 4 هو حَكيمُ القَلبِ وشَديدُ القوَّةِ. مَنْ تصَلَّبَ علَيهِ فسلِمَ؟ 5 المُزَحزِحُ الجِبالَ ولا تعلَمُ، الّذي يَقلِبُها في غَضَبِهِ. 6 المُزَعزِعُ الأرضَ مِنْ مَقَرِّها، فتتَزَلزَلُ أعمِدَتُها. 7 الآمِرُ […]

أيّوبَ 10

1 «قد كرِهَتْ نَفسي حَياتي. أُسَيِّبُ شَكوايَ. أتَكلَّمُ في مَرارَةِ نَفسي 2 قائلًا للهِ: لا تستَذنِبني. فهِّمني لماذا تُخاصِمُني! 3 أحَسَنٌ عِندَكَ أنْ تظلِمَ، أنْ تُرذِلَ عَمَلَ يَدَيكَ، وتُشرِقَ علَى مَشورَةِ الأشرارِ؟ 4 ألكَ عَينا بَشَرٍ، أم كنَظَرِ الإنسانِ تنظُرُ؟ 5 أأيّامُكَ كأيّامِ الإنسانِ، أم سِنوكَ كأيّامِ الرَّجُلِ، 6 حتَّى تبحَثَ عن إثمي وتُفَتِّشَ علَى […]

أيّوبَ 11

صوفر النعماتي 1 فأجابَ صوفرُ النَّعماتيُّ وقالَ: 2 «أكَثرَةُ الكلامِ لا يُجاوَبُ، أم رَجُلٌ مِهذارٌ يتَبَرَّرُ؟ 3 أصَلَفُكَ يُفحِمُ النّاسَ، أم تلِخُّ وليس مَنْ يُخزيكَ؟ 4 إذ تقولُ: تعليمي زَكيٌّ، وأنا بارٌّ في عَينَيكَ. 5 ولكن يا لَيتَ اللهَ يتَكلَّمُ ويَفتَحُ شَفَتَيهِ معكَ، 6 ويُعلِنُ لكَ خَفيّاتِ الحِكمَةِ! إنَّها مُضاعَفَةُ الفَهمِ، فتعلَمَ أنَّ اللهَ يُغرِمُكَ […]

أيّوبَ 12

أيوب 1 فأجابَ أيّوبُ وقالَ: 2 «صَحيحٌ إنَّكُمْ أنتُمْ شَعبٌ ومَعَكُمْ تموتُ الحِكمَةُ! 3 غَيرَ أنَّهُ لي فهمٌ مِثلكُمْ. لَستُ أنا دونَكُمْ. ومَنْ ليس عِندَهُ مِثلُ هذِهِ؟ 4 رَجُلًا سُخرَةً لصاحِبِهِ صِرتُ. دَعا اللهَ فاستَجابَهُ. سُخرَةٌ هو الصِّدّيقُ الكامِلُ. 5 للمُبتَلي هَوانٌ في أفكارِ المُطمَئنِّ، مُهَيّأٌ لمَنْ زَلَّتْ قَدَمُهُ. 6 خيامُ المُخَرِّبينَ مُستَريحَةٌ، والّذينَ يُغيظونَ […]

أيّوبَ 13

1 «هذا كُلُّهُ رأتهُ عَيني. سمِعَتهُ أُذُني وفَطِنَتْ بهِ. 2 ما تعرِفونَهُ عَرَفتُهُ أنا أيضًا. لَستُ دونَكُمْ. 3 ولكني أُريدُ أنْ أُكلِّمَ القديرَ، وأنْ أُحاكَمَ إلَى اللهِ. 4 أمّا أنتُمْ فمُلَفِّقو كذِبٍ. أطِبّاءُ بَطّالونَ كُلُّكُمْ. 5 لَيتَكُمْ تصمُتونَ صَمتًا. يكونُ ذلكَ لكُمْ حِكمَةً. 6 اِسمَعوا الآنَ حُجَّتي، واصغوا إلَى دَعاوَى شَفَتَيَّ. 7 أتَقولونَ لأجلِ اللهِ […]